محمد عبدالسميعأكّد مثقفون وكتّاب وأدباء أهميّة السؤال الفلسفي، وإيجابيّته على...
Vous n'êtes pas connecté
محمد عبدالسميعمن منّا لم يستمع إلى «رباعيات الخيّام» بصوت كوكب الشرق «أم كلثوم»؟َ ومن منّا لم يتأوّه ويذهب به الاستشراف والتفكير في كلمات هذه الرباعيّات إلى أبعد مدى، بل والتأمّل والعمق في أسئلة وجوديّة تتعلق بنا نحن، وبالمدى المجهول والحياة والموت والعدل ومحبّة الخالق، والرجوع إلى الذات وهي مصدر كلّ هذه الأسئلة؟ في الواقع، لدينا الكثير مما يفتح مساحات إضافيّة بسبب هذا الشعر، السهل والممتنع في الوقت ذاته، الشعر الذي أحسن مترجمه إلى العربيّة شعراً أيضاً، لتستقرّ هذه الكلمات وفق النفس الشعري والبراعة في الكتابة لدى الشاعر المصري الراحل أحمد رامي، فتلتقف هذه الكلمات حنجرة الفنانة المبدعة أم كلثوم، لتستقرّ في وجدان وأذهان الشعب العربي.لقد حظيت رباعيّات الخيّام بأكثر من ترجمة، إذ كانت أرضاً خصبة للمهتمين والدارسين، بل والمحققين وقارئي هذه التراجم ودلالة الألفاظ، وإذا كان الشاعر أحمد رامي قد ترجم الرباعيّات، فإنّ غيره ترجمها أيضاً واشتغل عليها. وأكّد نقّاد وأدباء لـ «الاتحاد» أهميّة تأثير الشاعر الراحل عمر الخيّام (1048- 1131م)، في الذائقة الشعريّة العربيّة، بما فتحته رباعيّاته المترجمة إلينا، من أبواب فكريّة وأسئلة اتسعت حول الذات والوجود. بدايةً، يرى الكاتب المصري الأمير كمال فرج أنّ عمر الخيام شخصية فريدة جمعت بين العلم والفلسفة والشعر، وتجسّدت هذه الأبعاد في رباعياته الشهيرة التي تركت أثراً عميقاً على الشعرية العربية، ولا تزال تتردد على ألسنة الكثيرين حتى اليوم. وقال: إنّ الرباعيات تقدم نظرة فلسفية فريدة لقضايا الوجود، مما يستدعي الحكمة ويحث على التفكر والتدبر. كما ذاعت رباعيات الخيام لأنها تتناول موضوعات إنسانية تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، مثل فلسفة الحياة والموت، والبحث عن السعادة، وهي أسئلة مستمرة لا تفقد صلاحيتها مع مرور الزمن، وتظل ذات صلة بتجربة الإنسان في كل العصور، إضافة إلى الترجمات الأدبية المتقنة، وهو ما جعل صداها يتردد لدى القراء من مختلف الخلفيات. وأضاف فرج: إنّه، وعلى المستوى الفني، كان نظام الرباعيات في هذا الزمن خطوة مبكرة في التجديد الفني، بعد عقود من هيمنة الوزن الواحد والقافية الواحدة.من جهته، يقول الناقد السوري الدكتور عبدالرزاق درباس: إنّ هناك خطورة في ترجمة الشعر للغات الأخرى، لأنه يفقد بريقه الموسيقي وإيقاعه الإنشادي خلال ترجمته، مستدركاً أنّ قصائد الخيّام سلمت من هذا الأمر، لأن من ترجموها كانوا شعراء، فأعادوا صياغتها بمعاني الشاعر، كترجمة ليست لفظية دقيقة، مع إعطاء الترجمة شيئاً من النظم، لتبدو أقرب لقالب الشعر العربي، وقد أفلح في هذا الأمر الشاعر أحمد رامي، كما زاد تأثير قصائد الخيّام حين انتقلت من الورق إلى أسماع الناس من خلال ألحانها وغنائها، فصارت جزءاً من المسموع المرغوب للجمهور.أسئلة الوجود ويرى الناقد والكاتب المصري الدكتور محمد عيسى أنّ أهمية رباعيات الخيام تكمن في اعتبارها أثراً فنياً اتسع لاستعراض بعض القضايا الفلسفية والوجودية، المفعمة بأسئلة عميقة عن الكينونة والوجود والإنسان ومراحله في الحياة، إضافةً إلى الكثير من القيم الإنسانية التي تعلي من قيمة خدمة الناس، والحث على الصدق والعدل، ما جعل الرباعيات قابلة للتأمل والبحث عن كثير من المعاني السامية. وقال الكاتب المصري الدكتور أحمد فرحات: إنّه، ومنذ عرف العرب رباعيات الخيام، دبت روح الخيام في أوصال الشاعر العربي، وخالطت أمشاجه، وداعبت وجدانه، فسرت في شعره سريان الدم في الجسد، وتأثر بها تأثيراً ملحوظاً وملفوظاً، ولاسيما جماعة الديوان كعباس محمود العقاد (1889 - 1984م)، الذي بدأ أولى مقالاته عن الرباعيات سنة (1908م) وأتبعها بدراسات أخرى، فضلاً عن معارضته إياه برباعيات أخرى، وعبدالرحمن شكري (1886م- 1958م)، الذي ترجم ثلاث رباعيات وكتب عنها، وإبراهيم عبدالقادر المازني (1890م- 1949م)، الذي كان أكثر تأثراً بالرباعيات من صاحبيه، وردَّ عن الخيام تهمة النزعة الأبيقورية ونزعة التصوف. ولفت فرحات إلى قصيدة «الأرض» للعقاد التي نجد روح الخيام فيها جلية بارزة، ولا سيما ما يدور حول مفهوم الوجود ودورة الحياة.أسلوب الحكمة ويقول الشاعر والناقد العراقي رياض عبدالواحد: إنّ الخيام لم يكن غريباً عن الثقافة الإسلامية، وقد كتب بالفارسية ضمن فضاء مشترك بين الحضارتين العربية والفارسية، فشعره يُذكّرنا بمقولات أبي العلاء المعري، وبنزعة الحكمة الخالدة في شعر الصوفية والزهد العربي، خاصة تلك التي تتأمل في الحياة والموت.وقال عبدالواحد: إنّه، وعلى الرغم من أن شعر الخيام مترجم، إلا أنه يحتفظ بطابع شعري شفيف، بفضل البنية الرباعية المتماسكة، والبناء الرمزي الكثيف، والعبارات القصيرة ذات البعد التأويلي، مما يجعله قريباً من أسلوب الحكمة الجاهزة أو «البيت الحِكمي» الذي يحبه العرب. وتؤكد الناقدة والكاتبة السورية الدكتورة عبير خالد يحيى أنّ عمر الخيام لا تزال أصداؤه تتردّد بقوة، ليس فقط بين الشعراء، بل في الثقافة الشعبية أيضاً، بوصفه شاعر الحكمة والعبث والتأمل الوجودي، وامتد تأثيره إلى الذائقة الشعرية العربية عبر عدة مستويات، أبرزها أسلوبه في التكثيف الشعري والتفكير الفلسفي ضمن قوالب رباعية شديدة الإحكام، أسهمت في ظهور ما يُعرف بـ «فن التربيعات» وفن «الواو» الشعبي، اللذين يستندان إلى مبدأ الرباعية الشعرية القائمة على المفارقة أو الحكمة أو التأمل. وهذا التأثير لا يُفهم فقط من خلال الترجمة، بل من خلال التماهي الجمالي مع روح الشعر العربي الذي طالما احتفى بالشذرة والبيت المأثور. محبّة الخالق ويستعيد الشاعر والناقد الفلسطيني فراس حج محمد اهتمامه المبكر بالشاعر والفيلسوف عمر الخيّام، متحدثاً عن أغاني السيّدة أم كلثوم، في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وكذلك ترجمة الشاعر أحمد رامي لرباعيات الخيام. ويقول: إنّ الرباعيات أثّرت في نظرته لأشياء كثيرة، فصار يرى الأمور من زوايا أوسع مما كان يتلقاه في المدارس والجامعات، مؤكداً أنّها النظرة المحبة للخالق في الرحمة والعدل.ويؤكد الناقد السوري الدكتور أحمد عبدالمنعم عقيلي أنّ لعمر الخيام إبداعات شعرية وانعكاسات جمالية في الذائقة العربية، حين نتحدث عن عالم وفيلسوف وشاعر، سطع نجمه في العالم الإسلامي والغربي، بفضل نتاجه الإبداعي وخصوصاً رباعياته الفلسفية والوجدانية، التي تميزت بالحكمة والتأمل في الوجود والزمن والموت.وأضاف العقيلي أن الخيام، الشاعر والفيلسوف وعالم الرياضيات والفلك، وعلى الرغم من كلّ ما تقدم من إمكاناته ومنجزاته الفكرية والعلمية والمعرفية، إلا أن الشعر هو الذي جعله مشهوراً، وخصوصاً في عالمنا العربي، حيث كانت هذه القصائد أنموذجاً للتلاقح الثقافي بين الحضارات من خلال الترجمة.وتقول الشاعرة السورية قمر الجاسم: إنّ بساطة قصائد عمر الخيام وعمقها في الوقت نفسه، من أسباب تأثيرها الكبير علينا، لافتةً إلى إبداع هذا الشاعر في الرياضيات والعلوم الأخرى، أمّا الرباعيات، فتقول: إنّ سهولة حفظها ومعالجتها لقضايا الحياة والموت والزمن والوجود، كلّها أمور ساعدت على انتشار هذه الرباعيات لدى الإنسان، بغض النظر عن معتقداته وجنسيّته ولغته. وتؤكد الجاسم أهمية الترجمة غير الحرفيّة للشاعر المصري أحمد رامي، وبراعته في ذلك كشاعر، يضاف إلى ذلك إبداع المطربة أم كلثوم والملحن السنباطي، وهو ما عمق من إحساسنا الكبير بهذه الرباعيات.
محمد عبدالسميعأكّد مثقفون وكتّاب وأدباء أهميّة السؤال الفلسفي، وإيجابيّته على...
توفي المطرب المصري أحمد عامر، نجم الغناء الشعبي والمهرجانات، صباح اليوم الأربعاء...
كشف المخرج رامي إمام عن أول صورة للنجم الكبير عادل إمام منذ سنوات، خلال احتفاله...
كشف المخرج رامي إمام عن أول صورة للنجم الكبير عادل إمام منذ سنوات، خلال احتفاله...
الشارقة (الاتحاد)ضمن جهوده الرامية إلى إثراء العطلة الصيفية للأطفال واليافعين...
في لحظة شعرية تعبّر عن عمق الوجدان الوطني والتضامن الإنساني، تنظّم مؤسسة مفدي...
الكاتب: الناشط الإعلامي / أحمد العروي في ليلة امتزج فيها عبق التاريخ بضياء الكلمة،...
من أبرز قضايا النقد العربي القديم هو الاعتناء بالأجمل والأصدق والأهجى والأمدح،...
من أبرز قضايا النقد العربي القديم هو الاعتناء بالأجمل والأصدق والأهجى والأمدح،...
أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد...